مقالات

الاستخبارات الأمريكية : دور متزايد لإيران
 في إخماد المعارضة السورية ...

(جريدة واشنطن - بقلم – جوبي وريك) بدأت إيران تلعب دوراً مهماً في عملية القمع التي تزداد قسوة ضد معاقل المعارضة في سورية فهي تقدم اليوم دعماً استخباراتياً وعسكرياً لجنود الحكومة المتهمين الآن بتنفيذ إعدامات
جماعية ميدانية وغير ذلك من أعمال انتقامية أخرى، طبقاً لما يقوله مسؤولون أمريكيون على اطلاع بتقارير الاستخبارات.
فقد تحدث ثلاثة من هؤلاء المسؤولين، استناداً الى التقارير الواردة من المنطقة، حول تزويد إيران نظام دمشق بالأسلحة وبمساعدات أخرى في وقت يشن فيه هجوماً قوياً لا سابق له على معاقل المعارضة لسحق المقاومة.
والحقيقة أن تزايد الدور الإيراني في الصراع كانت قد أكدته العديد من التقارير، وأيضاً أدلة الاستخبارات الأمريكية التي منها إصابة إيراني بجراح مؤخراً أثناء عمله مع قوات الأمن السورية داخل البلاد.
إلا أن تدفق المساعدة العسكرية للنظام يأتي الآن مع تفكير بعض الدول العربية بتسليح المعارضة السورية مما يثير خطر توسع الصراع وامتداد للبلدان المجاورة.
كما تأتي تقارير الاستخبارات حول تزايد الدعم الإيراني لسورية في وقت يسعى فيه المسؤولون الأمريكيون لحشد تأييد دولي للجهود التي تستهدف إسقاط الرئيس بشار الأسد من السلطة دون اللجوء لتسليح الثوار.
من جهتها، لم تنكر إيران دعمها لنظام دمشق على الرغم من دعوات الرئيس محمود أحمدي نجاد المتكررة لإيجاد حل سلمي للصراع الذي بدأ قبل حوالي سنة.
ومن الملاحظ أن تقييمات الاستخبارات الأمريكية تتفق مع ما تحدث عنه الثوار السوريون الذين يقولون إن ضلوع إيران في أعمال قمع المتظاهرين والمقاومة قد تزايد.
إذ يقول زعماء المعارضة اعتماداً على أقوال منشقين عسكريين من رتب كبيرة إن إيران بعثت مئآت المستشارين ومسؤولي الأمن ورجال استخبارات الى سورية مع الكثير من الأموال والأسلحة وأجهزة المراقبة الالكترونية.
يقول عمرو عبدالحميد، عضو مؤسسة الدفاع عن الحرية والديموقراطية في سورية التي تتخذ من واشنطن مقراً لها: إن تورط إيران في عملية القمع التي يمارسها النظام أكبر بكثير مما كان معتقداً سابقاً.
وفي هذا السياق تحدثت روايات كثيرة حول مرافقة رجال بلحى سوداء اللون لا يتحدثون اللغة العربية، ومن المعتقد أنهم إيرانيون، القوات السورية منذ أشهر عدة. بل ويحتجز الجيش السوري في حمص في ديسمبر الماضي تقول إيران إنهم كانوا يعملون في محطة لتوليد الطاقة الكهربائية بينما يؤكد الثوار أن هؤلاء الرجال ينتمون لحرس إيران الثوري.

على أي حال، من الواضح ان مساعدة إيران في قمع الانتفاضة السورية حرّك على نحو حاد المشاعر الطائفية لدى بعض بلدان المنطقة التي تسعى لإسقاط نظام الأسد. لكن هناك أقوال واسعة الانتشار تشير الى مساهمة حزب الله اللبناني في مساعدة النظام، وهذا ما دفع دولاً مثل المملكة العربية السعودية وقطر لاقتراح تسليح المعارضة السورية أيضاً.

المخابرات الأمريكية امتنعت من جانبها عن تقديم أية تفاصيل دقيقة حول التورط الإيراني، لكنها تحدثت حول تقديم طهران مساعدة كبيرة للنظام السوري تضمنت أسلحة ومعدات وأجهزة مراقبة لمساعدة النظام في إخماد الانتفاضة بل وتوجه مسؤولون أمنيون إيرانيون الى دمشق لتدريب السوريين على استخدام هذه الأسلحة والمعدات.

أخيراً من المعروف أن الاستخبارات الإيرانية كانت قد لعبت دوراً أساسياً في عملية قمع الحركة الخضراء بإيران عام 2009، وظهرت تقارير عديدة بعد ذلك تحدثت حول قيام رجال هذه الاستخبارات بانتهاك وتنفيذ إعدامات وهمية بحق المتظاهرين والمحتجين.

ومن الواضح ان إيران تصدّر الآن مثل هذه الممارسات الشنيعة لسورية من أجل مساعدة النظام في إخماد الثورة المناهضة له منذ حوالي سنة.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق